مقالات

أنتم عراة حفاة أمام شعب لَبْس كساء الحرية

منذر بوهدي

في نزاهة ونظافة يد منظومة حكم الترويكا

لا شك ان تصريح رضا بلحاج حول نظافة يد الدكتور المنصف المرزوقي هي تعبير عن نقيض فاسد ومتعفن حد النخاع ولكن هذا الاعتراف من رموز المنظومة يخفي في الحقيقة مسرح المعركة الحقيقي وهو اقحام النزهاء والشرفاء من جديد في خندق الدعارة السياسية لحزب الهراوات والشقوق ولا اضنها تمر على اصحاب الراي السديد.
فعندما تسمع اليوم حجم الدمار الحاصل في منظومة حكم الباجي وابنه ونسيبو الشاهد ووزراء نداء التحيل ومجموعة نواب حزب نداء خراب تونس الذين تحيط بجزء كبير منهم شبهات فساد وغياب المسؤولية وتشليك مؤسسة البرلمان والانغماس التام في سوق بيع الذمم.

وعندما يصرح اعضاء حكومة وزراء ومسؤولين وبعض الاعلاميين ان الفساد في اعلى هرم السلطة بملفات وشبهات جدية وحقيقية من بينها وثائق بنما متاع محسن زقزوق والذي كان من المفروض ان يكون محل متابعة من القضاء التونسي ومن اللجنة البرلمانية التي شكلت للغرض وبنك لازارد متاع ياسين ابراهيم وصفقة اتصالات تونس متاع نعمان الفهري واللوالب الفاسدة والبنج الفاسد متاع سعيد العائدي وشرف الدين وغيرهم والقائمة طويلة وطويلة جداً.

نتذكر اولا ان الترويكا نجحت في عدم اتهامها بهذا الشكل وهذا الحجم من الفساد والدمار وان الإخفاقات والنقائص كانت في علاقة بالمسائل الاقتصادية والاجتماعية في مرحلة البراكين المتفجرة آن ذاك ورغم ذلك تحققت اعلى نسب نمو في فترة الترويكا 3,5 في المائة.

وبرغم كل محاولات شيطنتها فلم نسمع شبهات فساد بهذا الحجم وهذه الجدية في الطرح وكانت مركزة على فاتورات القاروص متاع الدكتور المنصف المرزوقي في القصر والتي اتضح انها مفبركة وهامشية والإشاعات الخاصة بوزير او وزرين محل ادعاءات لم تثبت اي منها بعد سقوط الترويكا ولو انها كانت حقيقية لوجدناهم اليوم في السجون لتغطية الفساد الجديد هذا اولا وثانيا كان الانطباع السائد لدى مؤسسات الدولة في كل الإدارات في داخل الوطن وخارجه ان نظافة يد هؤلاء المناضلين والمناضلات لم يعرفوها من قبل واستحسنوها وتعاملوا معها بكل جدية واقتدار وانهالت المقترحات والبرامج والملفات على كل الوزراء ومستشاريهم وفي كل القطاعات وكادت ان تقفز على جل المطبات وتحقق المطلوب وهذا ما دفع آلة التدمير للوطن للتحرك لتعطيل هذا الإصلاح الحقيقي والجوهري القادم للدولة ومؤسساتها ولو كان في الحد الادنىً وهو إيقاف هذا الفساد ودون العودة الى استئصاله وخاصة مع حكومة السيد حمادي الجبالي واما مع حكومة السيد علي العريض فقد كانت الحرب على أشدها ومعركة احتواء الفساد الأكبر خسرتها الترويكا لانهم نزهاء وشرفاء وجدوا في خندق النذالة والإفساد وضغط اللوبيات بوسائل ابتزازية تمس مباشرة الحاجات الاساسية للمواطن كالأدوية والمواد الغذائية والمواد الاساسية التي كانوا يحتكرون مواردها ومسالكها والحليب والطماطم والخبز والمقرونة ولكن ايضا السيارات والاليات المتحركة وقطع الغيار والأدوات المدرسية والفريب والامتيازات التي كانت الدولة تعطيها لكل هذه الشبكات العائلية والتي غاب عن جزء منها الوازع الوطني والمواطني ودخلت حرب كسر العضام دهاليز السفارات والمنظمات المانحة التي وصلت الى حد التهديد بحرمان البلاد من المساعدات والقروض التي كانت أساسية بل حياتية لتونس في تلك الفترة ولم تكن البدائل الوطنية جاهزة كما هو الحال اليوم.

الكل داخل مؤسسات الدولة من اعلى الهرم الى اسفله كان يعلم ان الترويكا كانت تحمي النزهاء والشرفاء من بطش العصابة ولكن وسائل العصابة وآلياتها كانت جاهزة بالشكل الذي عطل وشل بشكل ممنهج ومنسق بين اللوبيات وكل اصحاب المصالح وشبكة الفاسدين الذين ابعدوا من الادارة وبرغم بعض الحيف والظلم للبعض منهم الا ان اغلبهم كانت تهمهم مسنودة بالوثائق من عمق الادارة نفسها، واذرعها في الاعلام والأمن والقضاء كل تحركات ومحاولات القطع مع ممارسات الفساد والإفساد ونجحوا مرحليا في قلب الحقائق وتزييفها لدى جزء كبير من الراي العام وهو ما كان أدوات وخزان تزييف الانتخابات في 2014.

ولكننا اليوم وبعد كشف كل هذه الشبكات واللوبيات امام كل التونسيين وفهم طبيعة الصراع بين الشرفاء والنزهاء والعصابات والمافيات فان المرجح لهذه الكفة او تلك هو وعي المواطن بهذا وتأطيره حتى ينتزع حقوقه وحقوق الأجيال المقبلة بالقوة.
لا شك ان الانتخابات تحت هذا ألكم الهائل من شبكات نفوذ المال الفاسد وحزب نداء خراب تونس ومشروع اغتيال تونس لن تكون لا نزيهة ولا شفافة وشبح التزييف يلاحق الإرادات مرة اخرى
لن نخوض انتخابات قبل تفكيك كل هذا والعودة بالوطن الى نقطة النظام الديمقراطي المؤسساتي في الحد الادنى.
انتهى الدرس أنتم عراة حفاة امام شعب لَبْس كساء الحرية.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock