تدوينات تونسية

أضمّ صوتي لصوت شاعرنا المناضل

مختار صادق
.
تفاعلا مع ما كتب الأخ والصديق المبدع بحري العرفاوي (Bahri Arfaoui) في تدوينته “أصدقاؤنا الذين غلطوهم” حول إعلان شباب النهضة بالجامعة (بحضور نور الدين البحيري!) سعيهم لتأسيس تنسيقية “الفصائل الطلابية للعمل المشترك” ومصاحبة هذه الدعوة تنظيم “ألمبياد رياضي” بمشاركة شباب “النداء” وتيارات سياسية اخرى، لم أستطع أن أترك تلك التدوينة تمر دون تعليق! وقد أثار حفيظة شاعرنا تلازم تلك الدورة بالإعلان عن فقرة ثقافية من تنشيط وجوه تلفزية معروفة على غرار فتحي الهداوي وجعفر القاسمي والتي اعتبرها خطا ثقافيا أحمر لا يجب تجاوزه رغم أجواء “التبريد السياسي” الملطِّفة!
.
من موقعي كطالب عاش واستنشق أجواء الجامعة المقاومة الملتزمة بقضايا شعبها وأمتها ذات ردهة من الزمن أجدني أتحسس جلدي عند سماع هذا الخبر! تلك الردهة المسروقة من جِنان التاريخ حيث كانت قلعة الجامعة التونسية محرّمة على الحزب الحاكم والطلبة الدساترة وبوليسهم فأنتجت جيلا طلائعيا في دراسته وتفوّقه، طلائعيا في أحلامه و رؤاه، طلائعيا في نضالاته الإجتماعية والسياسية (فهم الآن من يقود الساحة السياسية من كل التيارات).
.
لكن والحق يقال فاليوم هو غير ذلك اليوم بعد أكثر من ثلاثين سنة تخللتها ثورة عارمة وضعت تونس بعد غيبوبة تاريخية من جديد على الخريطة إقليميا وعالميا. غير أن المنظومة القديمة التي أُطردت من باب الثورة والتي عادت من شبّاك الإنتخابات ودكاكين المال السياسي تجعلني أتخوّف على مستقبل الجامعة من التردّى أكثر في مستنقع الرداءة والكسل والإنحلال الثقافي والأخلاقي والدراسي!!! ذلك أنّ التجمّع الفاسد بجميع مشتقّاته ما دخَلوا جمعيّةً أو جماعةً أو جَمْعًا أو تجمّعًا أو اجتماعًا إلاّ وأفسدوه!
.
ومن هذا المنطلق فإني أضمّ صوتي لصوت شاعرنا المناضل وأدعو النهضة وشبابها أن لا يستسلموا لتيّار “التبريد” حتى لا تتدجّن الجامعة هي الأخرى عبر ثقافة “التوافق” ورياضة “التوافق”! يكفينا “التوافق” في السياسة التي قد نجد لها من الأعذار ما يجعلنا نشعر بالغمّ والهمّ عند “التسويق” لها! فإذا كان للسياسة أحكامها التي تجعل صاحبها يتجرع طعم السم أحيانا فبودّي أن أعرف ما هي أحكام الثقافة والرياضة التي تجعل شبابا في مقتبل العمر يتجرّع طعم “النداء”!؟
.
ملاحظة : كتبت هذه التدوينة وأنا أستمع إلى الرائع “الشيخ إمام” دون أن تُباعد مسافات الزمان والمكان بيني وبين دندناته الحيّة التي تربّينا عليها في ربوع الجامعة التونسية المناضلة ذات ربيع!

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock