تدوينات تونسية

وإذا الأجنّة سئلت بأي ذنب قتلت

أنيس عشي

محرزية بن العابد تعتقل سنة وعندما علموا بحملها نزعوا ثيابها وقاموا بتعريتها ونزلوا ضربا على بطنها وركلا على كامل جسدها حتى أجهضت وسالت دمائها…

هكذا كانت تعذب حرائر تونس وسجينات الرأي والانتماء في سجون السابع من نوفمبر الفاشي…

هذه كانت مجرّد البداية… بداية رحلة العذاب… علقت فيما بعد كالدجاجة “روتي”… ضربت على رأسها بشكل مستمر طوال الليل… قاموا بتعرية سجين يدعى الحبيب أمامها… تحرّشوا بها جنسيا… مرت بكل أنواع التعذيب: كماشة، البانو، الروتي، القاذورات، الضرب المبرّح حتى فقدان الوعي في الطابق الخامس في وزارة الداخلية، ثقب اليد بواسطة قطعة حديد… عذاب فوق تصوّر العقل مورس على محرزية العابد…

محرزية العابد مازالت تروي فضاعات التعذيب صلب قبو وزارة الداخلية، تركتها وانصرفت لعدم قدرتي إلى الاستماع إلى فضاعات وممارسات وثنية التسلّط على تلك الأجساد العارية، تعذيب ممنهج وغرز المثقاب في رؤوس السجناء، وشهادات صادمة للضحية.

الإجرام في أهم تجلّياته… هكذا كان يعامل كل معارضي نظام بورقيبة ونظام بن علي وبشكل يومي… الأبشع من الظلم والقهر والألم والوجع هو تزييف التاريخ والجغرافيا وغصبنا على تحمل كل القرف المتوارث وأكذوبة دولة الحداثة المزعومة التي أسسها مؤسس دولة الإستبداد والحكم الشمولي وثقافة الحزب الواحد… الأقنعة تتساقط الواحدة تلو الأخري.. والتاريخ يصحّح ويكتب من جديد.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock