تدوينات تونسية

مبروك للمناضل الكبير أحمد نجيب الشابيّ…

نور الدين الغيلوفي
السيد أحمد نجيب الشابيّ رحلة طويلة مع عالم الأسماء.. لا يعرف الرجل كللا ولا مللا…
في كلّ مرّة تضع له مقادير السياسة حدّا وتختم عليه بنقطة، لا يحسن التقاط الرسالة ولا تحالفه القراءة.. ثمّ لا يلبث أن يعود إلى السطر ويشرع في كتابة فقرة سياسية جديدة من سجلّه السياسيّ الذي لا نهاية له.. لقد كثرت مسوّداته ولم “يرسُ على برّ”.. وهو في كلّ مرّة يأكل بعضا من اسمه حتّى لقد صار في حالة موت سياسيّ سريري.. جثّة هامدة لا يُسمع لها صوت ولا يُرى لفعلها أثر.. حتّى نسيه الناس أو كادوا بعد أن كان علَمًا في رأسه نارُ..
قال الشابي وهو يستعدّ لتدشين عمارة سياسية جديدة بعد أن كان أعلن اعتزاله ملاعب السياسة: “إن هناك فراغا في الساحة السياسية، وغيابا للمقترحات البناءة للخروج من وضع التعطل الذي تعيشه البلاد”، مؤكدا أن حركته ستعمل على “اثراء هذا المشهد والقيام بدور رئيسي للخروج بالبلاد من أزمتها”.
لم يضف جديدا هذه المرّة.. بل عاد إلى عبارات ثلاث حفظها الناس عنه هي: “فراغ – غياب – أزمة”.. ولم يجد طريقا إلى الامتلاء والحضور ولا سبيلا إلى اجتراح الحلول سوى اسم “حركة” تيمّنا بحركة النهضة ربّما أو بحركة نداء تونس.. ولعله قال في نفسه بعد أن غالبه اليأس: بقيت فرصة أخيرة أُبعد فيها الموت السياسيّ عنّي.. وهي أن أسمّيَ الكيان الجديد “الحركة الديمقراطيّة”.. لعلّ بهذا الاسم يزهر الحظ ويكون النصيب…
نقول: مبروك للسيد أحمد نجيب الشابّي.. تتربّى الحركة في عزّك..
دمت معطاء خصيبا.. وعاشت “الأسماء”…

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock